المقدمة
في هذا المقال، سنتناول نصًا قويًا من رسالة بولس الرسول إلى أهل روما، في الفصل 12، الآيات من 16 إلى 21. سنستكشف الدروس القيمة والتوجيهات العميقة التي يقدمها الرسول للمؤمنين حول كيفية الحياة المسيحية العملية.
الحياة في الوئام
الآية 16: "عيشوا في وئام مع بعضكم البعض. لا تكونوا متكبرين، بل تكونوا مستعدين للتعاون مع الناس من وضع متدني. لا تكونوا مغرورين."
في هذه الآية، يحث بولس على الوحدة والتواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع المسيحي. يشدد على ضرورة تجنب الكبرياء والتفاخر، مشيرًا إلى أهمية التعاون والتواضع.
تجنب الانتقام
الآيات 17-19: "لا تردوا بشر بشر. اعملوا الصواب في أعين الجميع. إن امكن ذلك، على قدر الامكان، عيشوا بسلام مع الجميع. لا تنتقموا، أيها الأحباء، بل دعوا للانتقام. لأنه قد ورد: 'للانتقام أنا، سأجازي، يقول الرب.'"
هنا، يوجه بولس نداءً قويًا لتجنب الانتقام وترك المجال لله للقضاء. يذكر المؤمنين بأهمية السلام والتصالح، مشيرًا إلى أن الله هو القاضي الحقيقي.
التغلب على الشر بالخير
الآيات 20-21: "بل إن كان عدوك جائعا، أطعمه. وإن كان عطشانا، اسقه. ففعلك هذا سيكون كما لو كنت تجمع جمرًا حارا فوق رأسه. لا تدع الشر يهزمك، بل اهزم الشر بالخير."
في هذه الختامية القوية، يحث بولس على التصرف بلطف ورحمة تجاه الأعداء. يشدد على أن الخير يمكنه التغلب على الشر، ويوجه إلى فعل الخير حتى في وجه الأعداء.
الختام
في نهاية هذا النص القوي، نجد توجيهات واضحة لحياة مسيحية ناجحة. إن العيش في وئام، وتجنب الانتقام، والتغلب على الشر بالخير، هي مفاتيح لتحقيق سلام داخلي وعلاقات إيجابية في المجتمع.
إن هذه التعاليم لا تقدم فقط إرشادات للمؤمنين بل تمثل دعوة لتحسين العالم من حولهم بالتصرف بحكمة وحب. في هذا السياق، يدعونا الرسول بولس إلى مشاركة الخير والمحبة، وبذلك، نجد في هذه الكلمات دليلًا قيمًا على السلوك الإنساني الصحيح والذي يمكن أن يكون مصدر إلهام للجميع.