المقدمة
في ظل الأحداث الراهنة في إسرائيل وقطاع غزة، تظهر الحاجة الماسة لاعتماد استراتيجية جديدة تتناغم مع الواقع السياسي والاجتماعي في فلسطين. في هذا السياق، يظهر أن التركيز على تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق ضربة طويلة الأمد لحركة حماس وتشجيع السلام.
تاريخ استراتيجية الانقسام والحكم الذكي
منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية في 1987، اعتمدت إسرائيل سياسة استخدام حركة حماس لتقسيم الفلسطينيين وتضعيف الحركة الوطنية الفلسطينية. حصلت حماس على حرية كبيرة لتنظيم نفسها، وسمحت لها إسرائيل بالنشاطات التي كانت لو كانت منفذة من قبل تنظيمات أخرى.
نقطة التحول: الضفة الغربية
إذا كانت إسرائيل جادة بالقضاء على قوة حماس السياسية والعسكرية، يجب أن تعيد النظر جديًا في تعاملها مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. دعم هذه الكيانات الفلسطينية، التي تمثل معظم الحركة الوطنية، يمكن أن يعزل حماس على المدى الطويل.
انتهاك السياسة القائمة: تعزيز حماس
بدلًا من ذلك، كانت سياسة إسرائيل لعقود تركيزًا على الإبقاء على حماس في الحكم في غزة مع فرض الحصار وتقليم قوتها بشكل دوري. ومن خلال تحقيق ذلك، أرادت إسرائيل منع أي تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية وتحقيق الاستيطان في الضفة الغربية.
مفتاح الحلا: التوجه نحو السلام والتعاون
بعد الهجوم المفاجئ من حماس في 7 أكتوبر، أدركت إسرائيل خطأ تقديرها لاستقرار الوضع بين الحركتين الفلسطينيتين. ينبغي على إسرائيل الآن اتخاذ إجراءات جادة لتعزيز السلطة الفلسطينية والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية بجدية للوصول إلى اتفاق يلبي احتياجات الشعبين.
خارطة الطريق المستقبلية
من الضروري أن يفهم الإسرائيليون أن الحلول الشاملة تأتي من خلال بناء جسور مع الفلسطينيين الذين يسعون جديًا للوصول إلى اتفاق للتعايش السلمي. يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتحول إلى سياسة تعاونية تعتمد على التفاوض وتقوية المؤسسات الفلسطينية.
استنتاج
لتحقيق الأمان الدائم، ينبغي على إسرائيل التخلي عن سياسة التقسيم والضعف المستمر للكيانات الفلسطينية. التحول نحو التعاون الفعّال مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هو الخطوة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى الأمان والاستقرار في المنطقة.